كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 1)

أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا. قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ. قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَالَ: يَقُولُونَ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟! قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةُ. قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِن النَّار. قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟! قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافةً. قَالَ: فَيَقُولُ: فَاشْهِدُكُمْ إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ» (¬١) .
---------------
(¬١) متفق عليه: أخرجه البخاري بلفظه في ٨٠ - كتاب الدعوات، ٦٦ - باب: فضل ذكر الله عز وجل. (٦٤٠٨ - ١١/ ٢١٢). ومسلم في ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء، ٨ - باب: فضل مجالس الذكر (٢٦٨٩ - ٤/ ٢٠٧٠)، وأوله: «إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلًا يتبعون مجالس الذكر ... «الحديث بنحوه. والترمذي في ٤٩ - ك الدعوات، ١٣٠ - باب ما جاء إن لله ملائكة سياحين في الأرض (٣٦٠٠)، وأوله: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض فضلًا عن كتاب الناس ... «الحديث بنحوه، وآخره: «فيقولون: إن فيهم فلانًا الخطاء لم يردهم إنما جاءهم لحاجة. فيقول: هم القوم لا يشقى لهم جليس». وقال: «حسن صحيح». والحاكم (١/ ٤٩٥) بنحو رواية مسلم. وأحمد (٢/ ٢٥١ و ٢٥٢ و ٣٥٨ و ٣٥٩ و ٣٨٢ و ٣٨٣). والبيهقي في الأسماء والصفات (١/ ٣٣١ - ٣٣٢). وفي الدعوات (٧). وفي الشعب (١/ ٣٩٩). والطيالسي (٢٤٣٤). والطبراني في الدعاء (١٨٩٤ - ١٨٩٧). وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١١٧).
* غريب الحديث: فُضُلًا: ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلق الذكر. شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٣) والنهاية (٣/ ٤٥٥).
* سيَّارة: سياحون في الأرض، من ساح في الأرض إذا هب فيها وسار. شرح النووي (١٧/ ١٣)، تحفة الأحوذي (١٠/ ٤٢)، والنهاية (٢/ ٤٣٢).

الصفحة 20