كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)

٢٣٢ - ٢ - وعن عائشة رضي الله عنها؛ قَالَت: كَانَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: «اللَّهُمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ». قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ (¬١) ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ. فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ (¬٢) . فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: «لَعَلَّهُ، يَاعائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالَُوا هَذَا عَاِرضٌ مُمْطِرُنَا} (¬٣) » (¬٤) .
---------------
(¬١) =- ومسلم بن إبراهيم: قال فيه أبو داود: «وكان يحفظ حديث قرة وهشام وأبان العطار يهذه هذا». [التهذيب (٨/ ١٤٥)].
- فالحديث: مرسل بإسناد صحيح. [بل صححه العلامة الألباني مرفوعًا في صحيح سنن أبي داود (٤٩٠٨)، وفي صحيح سنن الترمذي برقم (١٩٧٨)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (٥٢٨)] «المؤلف».
- وأما ما رواه أبو الشيخ في العظمة (٨١٨) قال: حدثنا محمد بن العباس: حدثنا أبان بن يزيد ثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رجلًا لعن الريح ... فذكره.
- فهو منقطع بين محمد بن العباس وأبان العطار.
ومحمد بن العباس: هو ابن أيوب المعروف بابن الأخرم الحافظ الثقة المشهور [طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٤٤٩). تاريخ أصبهان (٢/ ٢٢٤). السير (١٤/ ١٤٤). تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٤٧). اللسان (٥/ ٢١٥). وقد توفي سنة (٣٠١) وتوفي أبان العطار في حدود (١٦٠) فإن بين وفاتيهما قرابة (١٤٠) عامًا.
تخيلت السماء: تخيلت من المخيلة ... وهي سحابة فيها رعد وبرق يخيل إليه أنها ماطرة، يقال: أخالت، إذا تغيمت. [شرح مسلم للنووي (٦/ ١٩٦)].
(¬٢) سرى عنه: أي كشف عنه الخوف. [النهاية (٢/ ٢٦٤)].
(¬٣) الأحقاف، الآية: ٢٤.
(¬٤) متفق عليه: أخرجه البخاري في ٥٩ - ك بدء الخلق، ٥ - ب ما جاء في قوله: {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}، (٣٢٠٦) بدون الدعاء، وفي لأدب المفرد (٩٠٨)، بدون الدعاء. ومسلم في ٩ - ك صلاة الاستسقاء، ٣ - ب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر، (٨٩٩/ ١٤ و ١٥) (٢/ ٦١٦) واللفظ له. وفي رواية: «إني خشيت أن يكون عذابًا سلط على=

الصفحة 476