كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)

٢٣٧ - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْو بَابِ دَارِ الْقَضَاءِ- وَرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ- فَاسْتَقْبَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُول اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ؛ فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنا. فَرَفَعَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغْثِنَا» قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاء مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةٍ (¬١)، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْع (¬٢) مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ. قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ (¬٣)، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ- وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ- فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُول اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعِت السُّبُلُ؛ فَادْعُ الله أَنْ يُمْسِكَهَا عَنَّا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا (¬٤)، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ (¬٥)،
---------------
= - أخرجه الطبراني في الدعاء (٢١٧٩ و ٢١٨٠). وفي الأحاديث الطوال (٢٥/ ٢٤٢ و ٢٤٤/ ٢٧ و ٢٨). وفي الأوسط (٧/ ٣٢٠/ ٧٦١٩) و (٨/ ٢٤٨/ ٨٥٣٩).
- بأسانيد غير محفوظة.
* وانظر: التلخيص (٢/ ٢٠٢ - ٢٠٣) والإرواء (٢/ ١٤٥ - ١٤٦).
(¬١) قزعة: قطعة من السحاب رقيقة. [مختار الصحاح (٤٦٩). (القاموس (٩٧٠). فتح الباري (٢/ ٥٨٤)].
(¬٢) سلع: جبل بسوق المدينة متصل بها [انظر: معجم البلدان (٢/ ٢٣٦). معجم ما استعجم (٣/ ٧٤٧). فتح الباري (٢/ ٥٨٤)]. (٣/ ٧٤٧). فتح الباري (٢/ ٥٨٤)].
(¬٣) مثل الترس: أي مستديرة. [الفتح (٢/ ٥٨٥)].
(¬٤) حوالينا ولا علينا: فيه حذف تقديره: اجعل أو أمطر، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور ... ، ودخول الواو يقتضي أن طلب المطر على المذكورات ليس مقصودًا لعينه، ولكن ليكون وقاية من أذى المطر. [الفتح (٢/ ٥٨٧)].
(¬٥) الآكام: جمع أكمة: وهي التل، وكل ما ارتفع من الأرض دون الجبل. [انظر: معجم =

الصفحة 489