كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
=لرشدين من المناكير الكثيرة، فقد قال أبو حاتم: «يحدث بالمناكير عن الثقات» وقال ابن عدي بعد أن ساق له جملة كبيرة من مناكيره: «وعامة أحاديثه عن من يرويه عنه ما أقل فيها ممن يتابعه أحد عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه»، ومن جهة ثالثة: قال ابن حبان: «كان ممن يجيب في كل ما يسأل، ويقرأ كل ما يُدفع إليه، سواء كان ذلك من حديثه أو من غير حديثه، ويغلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه [الجرح والتعديل (٣/ ٥١٣). الكامل (٣/ ١٥٧). المجروحين (١/ ٣٠٣). التهذيب (٣/ ١٠٣). الميزان (٢/ ٤٩)].
- فمن كان هذا حاله فإنه لا يقبل ما تفرد به عن الثقات، لا سيما والراوي عنه: مهدي بن جعفر الرملي: وثقه ابن معين وصالح بن محمد، وقال البخاري: «حديثه منكر» وقال ابن عدي: «ممن يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد» [الكامل (٣/ ٣٣). التهذيب (٨/ ٣٧٥). الميزان (٤/ ١٩٤)].
- وأما ما ذكره ابن حجر في الإصابة (٢/ ٣٧٨) من أن أبا القاسم البغوي قد أخرج هذا الحديث بإسناد على شرط البخاري، ثم قال ابن حجر بعد ذكره: «وهذا موقوف على شرط الصحيح».
- فإن هذا لا يسلم، لاحتمال أن يكون دخل على الراوي- أو الناسخ، أو الناقل- حديث في حديث، فإن عبد الله بن هشام قليل الحديث فربما كان هذا الحديث وحديث البخاري (٢٥٠١ و ٢٥٠٢ و ٦٣٥٣ و ٧٢١٠) متجاورين في النسخة فأخذ الراوي أو الناقل: إسناد الحديث الذي رواه البخاري، وأسقط متنه، وانتقل بصره إلى متن هذا الحديث فأسقط إسناده، فركب الإسناد الصحيح على هذا المتن. ويؤيد ذلك جزم الطبراني بتفرد رشدين بن سعد برواية هذا الحديث، وأنه لا يروى عن عبد الله بن هشام إلا بهذا الإسناد. وكذلك قول العقيلي بأن كل أسانيد هذا الحديث الذي يُروى في الدعاء لرؤية الهلال كلها لينة، وأصلحها عنده، إسناد حديث طلحة بن عبيد الله- المتقدم- مع كونه منكرًا، فلو كان فيه عنده إسناد على شرط الصحيح لما أغفل ذكره، والله أعلم.
٤ - وأما حديث أنس: فيرويه الطبراني في الدعاء (٩٠٧) قال: حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكري ثنا سيف بن مسكين الأسواري ثنا العلاء بن زياد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر إلى الهلال قال: «هلال خير ورشد ويمن- ثلاثًا- الحمد لله الذي خلقك فسواك فعدلك، وجعلك آية للعالمين، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة».
- وهذا باطل أيضًا، تفرد به سيف عن العلاء بن زياد، وسيف هذا قال فيه ابن حبان: «يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها» وقال الدارقطني: «ليس بالقوي» [المجروحين (١/ ٣٤٧). علل الدارقطني (١/ ٢١٩). الميزان (٢/ ٢٥٧). اللسان (٣/ ١٥٧)].
- وفي الجملة فإن هذا الحديث، لا يصح، ولا يتقوي الحديث بهذه الشواهد لأنها كلها لا تثبت، فكل إسناد بمفرده إما منكر مردود، أو باطل مختلق مصنوع، والمناكير لا يقوي بعضها =
الصفحة 499
1497