كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 1)

٣٣ - ١٣ - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ- أَوْ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم- أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُم بِالتَّكْبِيرِ: الله أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَه إِلَاّ اللهُ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ارْبَعُوا (¬١) عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبا وَهُوَ مَعَكُمْ» وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ. فَقَالَ: لِي: «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بِلَى، يَا رَسُول اللهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ» (¬٢).
---------------
= شواهد أخرى في الدر المنثور، (٤/ ٢٢٤/ ٢٢٥)، ويشهد أيضًا لحديث أبي سعيد ما أخرجه أحمد في المسند، (١/ ٧١)، قال بعد أن ساق سنده عن الحارث مولى عثمان رضي الله عنه، قال: جلس عثمان وجلسنا معه فجاء المؤذن فدعا بماءٍ في إناءٍ أظنه سيكون فيه مدّ فتوضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: «ومن توضأ وضوئي ثم قام فصلى صلاة الظهر غُفِرَ له ما كان بينها وبين صلاة الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين الظهر، ثم صلى المغرب، غفر ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله يبيت يتمرّغُ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، (*) من الحسنات يذهبن السيئات، قالوا هذه الحسنات فما هي الباقيات يا عثمان؟ قال: «هن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلى بالله».
- أخرجه بلفظه أحمد في المسند، ترتيب أحمد شاكر برقم (٥١٣)، (١/ ٣٨٣)، وقال أحمد شاكر: «إسناده صحيح»، وأخرجه البزار (٤٠٥)، والطبراني (١٢/ ١٣٢)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٩٧)، وقال: «في الصحيح بعضه»، ورواه أحمد، وأبو يعلى (١٣٨٤)، والبزار ورجاله رجال الصحيح غير الحارث بن عبد الله مولى عثمان بن عفان، وهو ثقة. وقال محققوا مسند الإمام أحمد: الموسوعة الحديثة برقم (٥١٣)، (١/ ٥٣٧): «إسناده حسن» [«المؤلف».
(¬١) أي: ارفقوا بأنفسكم، واخفضوا أصوا تكم، فإن رفع الصوت، إنما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه، وأنتم تدعون الله تعالى، وليس هو بأصم ولا غائب، بل هو: سميع قريب، وهو معكم بالعلم والإحاطة. شرح مسلم للنووي (١٧/ ٢٦).
(¬٢) متفق عليه: أخرجه البخاري في ٥٦ - ك الجهاد والسير، ١٣١ - ب ما يكره من رفع الصوت في =

الصفحة 59