كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
=- حدثني سعيد بن أبي هلال بنفسه عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوف. قلت: وهذا الحديث عن عبد الله بن عمرو موقوف: أصح. قال أبو محمد: ولهذا قال أبي: لا أعلم رواية أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم؛ لأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن ابن أبي عمرو عن سعيد بن أبي هلال».
- أخرج الحديث بالإسنادين موقوفا علي ابن عمرو ومرفوعا عن أبي هريرة:
- أبو داود (٤٨٥٧ و ٤٨٥٨). وابن حبان (٢/ ٣٥٣/ ٥٩٣ - إحسان). والطبراني في الدعاء (١٩١٥). والمزي في تهذيب الكمال (١٧/ ٣١٧).
- ولم يقع في روايتهم ذكر سعيد بن أبي هلال بن عبد الرحمن بن أبي عمرو المقبري.
- هذا ما وقفت عليه من طرقٍ الحديث عن أبي هريرة، وكلام الأئمة عليه، واتفاقهم علي أن الحديث إنما هو حديث: وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله قوله.
وما أحسن قول الحافظ ابن حجر في النكت علي ابن الصلاح (٢/ ٧٢٤ - ٧٢٦) في توجيه أقوالهم والقيام بحقهم حيث يقول: «فاتفق هؤلاء الأئمة علي أن هذه الرواية وهم [يعني: رواية ابن جريج عن موسي بن عقبة [، لكن لم يجزم أحد منهم بوجه الوهم فيه، بل اتفقوا علي تجويز أن يكون ابن جرير دلسه، وزاد أبو حاتم تجويز أن يكون الوهم فيه من سهيل. فأما الخشية الأولي: فقد أمناها لوجودنا هذا الحديث من طرقٍ عدة عن ابن جريج قد صرح فيها بالسماع من موسي. . .] ثم ذكر هذه الطرق وأولها يرجع إلي حجاج بن محمد الأعور: وهو ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن جريج. التهذيب (٢/ ١٨٢). شرح علل الترمذي (٢٧٢). سؤالات ابن بكير (٤٥). وتابعه عليه: عبد الله بن سعيد بن عبد الملك. وهو ثقة. التقريب (٥١١). وسعيد بن سالم القداح. وهو صدوق يهم. التقريب (٣٧٩). وسفيان: في رواية منكرة أخرجها الطبراني في الأوسط (٦/ ٣٤٦/ ٦٥٨٥) من طريق يحيي بن المبارك الكوفي عن حجاج بن محمد عن سفيان عن ابن جريج به ثم قال: «لم يدخل في إسناد هذا الحديث بين حجاج وابن جريج» سفيان؛ أحد ممن رواه عن حجاج إلا يحيي بن المبارك» ويحيي هذا ليس هو باليزيدي، ولم أعرفه [ثم قال الحافظ: فزال ما خشيناه من تدليس ابن جريج بهذه الروايات المتظافرة عنه بتصريحه بالسماع من موسي. وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه؛ وذلك أن سهيلا كان قد أصابته علة نسي من أجلها بعض حديثه ولأجل هذا قال فيه أبو حاتم: «يكتب حديثه ولا يحتج به» فإذا اختلف عليه ثقتان في إسناد واحد: أحدهما أعرف بحديثه- وهو وهيب- من الآخر- وهو موسي بن عقبة- قوي الظن بترجيح رواية وهيب؛ لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسي بن عقبة لم يستحضره كما ينبغي وسلك فيه الجادة فقال: عن أبيه عن أبي هريرة- رضي الله عنه- كما هي العادة في أكثر أحاديثه، ولهذا قال البخاري في تعليله: «لا نعلم لموسي سماعا من سهيل» يعني: أنه إذا كان غير معروف بالأخذ عنه ووقعت عنه رواية واحدة خالفه فيها من هو أعرف بحديثه وأكثر له ملازمة رجحت روايته علي تلك الرواية المنفردة. وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم=

الصفحة 650