كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= محمد بن كثير أخو سليمان بن كثير» يعني بذلك: محمد بن كثير العبدي أبو عبد الله البصري، وهو ثقة، قال ابن حجر في التقريب (٨٩١): «ثقة، لم يصب من ضعفه» وقال فيه أحمد بن حنبل: «ثقة، لقد مات على سنة» [التهذيب (٧/ ٣٩٤)] وبهذا تبين وهم ابن الجوزي في تضعيف الحديث وتعليله بمحمد بن كثير.
- وممن أعله أيضًا: أبو نعيم فقد قال في الحلية: «غريب من حديث جعفر، تفرد به عنه محمد ابن كثير».
- قلت: لم يتفرد به محمد بن كثير؛ فقد تابعه: إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: نا جعفر ابن سليمان به.
- أخرجه البيهقي في الآداب (٢٨٠). وفي الشعب (٦/ ٤٥٣/ ٨٨٧٠) بإسناد صحيح إلى إبراهيم ابن محمد بن عرعرة؛ وإبراهيم: ثقة حافظ من أعلم الناس بحديث أهل البصرة [التهذيب (١/ ١٧٤). الميزان (١/ ٥٦)]
- إلا أن للحديث على؛ فقد قال الإمام أحمد في مسنده (٤/ ٤٤٠) عقب هذا الحديث: «حدثنا هوذه عن عوف عن أبي رجاء مرسلا، وكذا قال غيره».
- فالحمل في هذا الحديث إنما هو على جعفر بن سليمان الضبعي، فقد خالفه في وصله: هوذة ابن خليفة: وهو صدوق؛ ومن أعلم الناس بحديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي: قال أحمد: «ما أضبط هذا الأصم- يعني: هوذة- عن عوف؛ أرجو أن يكون صدوقا».
- وذلك أن هوذة ذهبت كتبه، ولم يبق عنده إلا كتاب عوف الأعرابي وشيء يسير لابن عون وابن جريج. [انظر: الجرح والتعديل (٩/ ١١٨). طبقات ابن سعد (٧/ ٣٣٩). تاريخ بغداد (١٤/ ٩٤). السير (١٠/ ١٢١). الميزان (٤/ ٣١١). التهذيب (٩/ ٨٣). التقريب (١٠٢٥) ولم ينفرد بذلك هوذة بل البعه غيره كما قال أحمد. فالقول قول هوذة، والمحفوظ: مرسل، ووهم جعفر في وصله، سلك فيه الجادة. وجعفر ليس بذاك الحافظ؛ عنده مناكير [انظر: التهذيب (٢/ ٦١)].
- إلا أن لهذا المرسل شاهد صحيح من حديث أبي هريرة يأتي برقم (٣٤٢).
- وفي الباب عن: علي وأبي سعيد ومالك بن النبهان وسهل بن حنيف وأنس ابن عمر وابن عباس ولسمان الفارسي ومعاذ بن أنس الجهني وعائشة، ولا تخلو أسانيدها من مقال.
- وأما الزيادة في السلام- ابتداء وردًا- على «وبركاته» فلا يصح من ذلك في المرفوع شيء، روى ذلك من حديث:
١ - أنس بن مالك قال: كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم يرعى دواب أصحابه، فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: «عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه» وقيل: يا رسول الله تسلم على هذا سلامًا ما تسلم على أحد من أصحابك؟ فقال: «وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلًا».=

الصفحة 751