كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)

٣٤٥ - ١٠ - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: «أنَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ركب حمارًا، عليه إِكافٌ (¬١) ، تحته قطيفةٌ فدَكِيَّةٌ. وأردَف وراءَه أسامةَ، وهو يعود سعدَ بنَ عبادةَ في بني الحارثِ بنِ الخزرجِ. وذاك قبلَ
---------------
=الشيء، وقد اختلف الأئمة فيه [انظر: التهذيب (٧/ ٣٥). الميزان (٣/ ٤٦٨)].
- وقد أعل الإمام أحمد روايته الأخيرة هذه فقال بعد أن ساقها في المسند (٤/ ١٤٤): «خالفه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة؛ قالا: عن أبي بصرة».
- وهو المحفوظ. ...
- قال ابن حجر في الفتح (١١/ ٤٧): «هما حديث واحد اختلف فيه على يزيد بن أبي حبيب ... والمحفوظ قول الجماعة».
- يعني: قول عبد الحميد وابن لهيعة.
- وعليه فهو إسناد مصري صحيح.
- وانظر: إرواء الغليل (٥/ ١١٣).
* ومما يتوهم أنه من الشواهد وليس كذلك:
- ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٢٠٣): من طريق محمد بن يوسف الفريابي قال: ذكر سفيان [يعني: الثوري] عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لاقون اليهود غدا فلا يبدؤوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا: وعليك».
- وهذا وهم ظاهر من البيهقي نفسه- والله أعلم- لأمور:
- الأول: أنه قد رواه بالإسناد نفسه في كتاب الآداب له (٢٨٥) بلفظ: «إن اليهود إذا سلموا عليكم قالوا: السام عليكم. فقولوا: وعليكم» وهو المتن المعروف لهذا الإسناد.
- الثاني: أنه قال بعده: «أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان» وهما لم يخرجاه بهذا اللفظ وإنما بنحو ما رواه هو نفسه في الآداب.
- الثالثة: أن هذا الحديث قد رواه عن عبد الله بن دينار: مالك بن أنس وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن مسلم وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري.
- ورواه عن الثوري: يحيي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الرازق ابن همام- وهم من أثبت أصحابه- فلم يذكر أحد منهم قوله: «إنكم لاقون اليهود غدا، فلا تبدؤوهم بالسلام» وإنما بنحو ما رواه البيهقي في كتاب الآداب. وانظر: تخريج الحديث- حديث ابن عمر- في شواهد الحديث السابق (٣٤٣)، والشاهد الأول.
(¬١) إكاف: الإكاف: البرذعة [المعجم الوسيط (٢٢)]. وهي للحمار بمنزلة السرج للفرس [حاشي ابن عبد الباقي على مسلم (٣/ ١٤٢٢)].

الصفحة 767