كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 2)

كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: جَاءَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأوْدِيَةِ، وَتَحَدَّرَتْ عَلَيهِ مِنْ الْجِبَالِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ بِها رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَرُعِبَ- قَالَ جَعْفَرُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ- قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَال: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ». قَالَ: «ما أَقُولُ؟» قَالَ: «قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وذَرَأَ (¬١) وبَرَأَ (¬٢) ، وَمِنْ شرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَمِنْ شرِّ مَا يَعْرُجُ (¬٣) فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْها، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ (¬٤) إِلَاّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ»، فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ». (¬٥)
---------------
(¬١) ذراً: قال في النهاية (٢/ ١١٥٦): ذراً الله الخلق يذرؤهم ذرءاً: إذا خلقهم، وكأن الذرء مختص بخلق الذرية.
(¬٢) برأ: خلق الخلق لا عن مثال، ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة وخلق السماوات والأرض. النهاية (١/ ١١١).
(¬٣) العروج: الصعود. النهاية (٣/ ٢٠٣).
(¬٤) كل آت بالليل: طارق، وقيل: أصل الطروق: من الطرق وهو الدق. وسمي الأتي بالليل طارقاً لحاجته إلي دق الباب. النهاية (٣/ ١٢١).
(¬٥) أخرجه أحمد (٣/ ٤٩). وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٤١٩/ ٣٦٥٣) و (١٠/ ٣٦٤/ ٩٦٧١). وأبو يعلي في المسند (١٢/ ٢٣٧/ ٦٨٤٤). وابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٣٧). وأبو نعيم فيي دلائل النبوة (٣٧). والبيهقي في دلائل النبوة (٧/ ٩٥). وفي الأسماء والصفات (١/ ٥٧ - ٥٨). وابن الإثير في أسد الغابة (٣/ ٤٣٩). وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ١١٣).
- من طريق جعفر بن سليمان الضبعي ثنا أبو التياح قال: سأل رجل ... فذكره.
- وفي رواية الأحمد قال أبو التياح: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التيمي وكان كبيرأ: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: قلت: كيف صنع ... فذكر الحديث بنحوه.
- وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. [ثقة ثبت. التقريب (١٠٧٣)].=

الصفحة 826