كتاب الأدب وفنونه - دراسة ونقد
المقدمات
مقدمة الطبعة الثامنة
...
مقدمة الطبعة الثامنة:
كنت عند كل مرة يعاد فيها طبع هذا الكتاب أفكر في إحداث بعض التغيير فيه وإضافة بعض الإضافات، ولكنني كنت دائمًا أتروَّى في إحداث أي تغيير يخرج بالكتاب عن وجهه الأول الذي أُلِّف من أجله، ويحتمل أن يفقد -نتيجة لذلك- وظيفته التي أدتها تلك الطبعات السابقة, وهي أن يكون الكتاب أداة توصيل للعناصر الأساسية للفكر الأدبي، بطريقة يتقبلها كل من تمس حاجته لاستيعاب هذه العناصر.
إن هذا الكتاب قد أريد له ومنه أن يمس أكبر قدر من القضايا التي تطرحها نظرية الأدب والأنواع الأدبية، بالقدر الذي يكفي لتعرفها وتمثلها في إطارها النظري، ثم من خلال بعض التطبيقات العملية، ومن ثَمَّ ينال كل قضية نصيب محدود من الدراسة، ولكنه يمس أركانها الأساسية، ومحاور التفكير المختلفة فيها.
وأضرب لهذا مثلا بقضية الأسلوب، فهي تناقش في هذا الكتاب في إطار نظرية الأدب؛ ليعرف الدارس موقعها من هذه النظرية، وعلاقتها بغيرها من القضايا الأخرى، في حين أن نظرية الأسلوب والأسلوبية تمثل الآن -أو تحاول أن تمثل- علمًا قائمًا بذاته.
وحين شرعت في إعداد هذه الطبعة الجديدة لم تكن هناك مندوحة عن المراجعة والضبط واستكمال بعض أوجه النقص التي ظهرت في الطبعات السابقة.
وهكذا صار النص في هذه الطبعة أكثر انضباطًا، وأضيفت هوامش كثيرة برزت الحاجة إلى إضافتها، ثم أجري تعديل لما كان يسمى في الطبعات السابقة ملحقًا للكتاب، فقد قام مقامه في هذه الطبعة الفصل الرابع، حيث تضمن دراسات تطبيقية في فن السيرة الأدبية، وفن المقال، وفن الخاطرة، فأضيفت بذلك إلى أسماء شوقي وحافظ إبراهيم والعقاد ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور ومحمد فريد أبو حديد وعزيز أباظة من أعلام أدبنا الحديث أسماء: العقاد في مجال الترجمة الذاتية، وزكي نجيب محمود في مجال المقال، وأحمد أمين في مجال الخاطرة.
وعلى هذا النحو تكون هذه الطبعة الجديدة، بما اشتملت عليه من تنقيح وإضافات، أكثر وفاء -فيما نرجو- بغرض الكتاب، وأرجو أن تلقى من القارئ القبول الذي لقيته أخواتها السابقات.
وبالله التوفيق
عز الدين إسماعيل
الصفحة 5
177