كتاب أسرار ترتيب القرآن

سورة الفاتحة:
افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة؛ لأنها جمعت مقاصد القرآن؛ ولذلك كان من أسمائها: أم القرآن، وأم الكتاب، والأساس1، فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال.
قال الحسن البصري2: إن الله أودع علوم الكتاب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن في المفصل، ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة "أخرجه البيهقي في شعب الإيمان"3.
وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري4 باشتمالها على الثناء على الله بما هو أهله، وعلى التعبد، والأمر والنهي، وعلى الوعد والوعيد، وآيات القرآن لا تخلو5 عن هذه الأمور6.
[و] قال الإمام فخر الدين7: المقصود من القرآن كله تقرير أمور
__________
1 انظر: البرهان "1/ 17، 18"، ومعاني القرآن للنحاس "1/ 47" وما بعدها، ونظم الدرر في تناسق الآيات والسور، للبقاعي "1/ 21"، ومصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور، للبقاعي "2/ 67"، والكشاف "1/ 4" بولاق، ومن أسمائها: السبع المثاني، والقرآن العظيم، والوافية، والكنز. الإتقان "1/ 189-191".
2 هو الحسن بن أبي الحسن البصري، أحد سادات التابعين وكبرائهم، توفي سنة 110هـ، وفيات الأعيان، لابن خلكان "1/ 128"، وآداب الشيخ الحسن، لابن الجوزي ص21 وما بعدها.
3 الشعب: 2 ورقة "87" أ. دار الكتب المصرية.
4 هو محمود بن عمر بن محمد الزمخشري، وتفسيره الكشاف، من أشهر الكتب صاحب قدم في الأدب واللغة والنحو والتفسير، إمام المعتزلة، توفي سنة 538هـ. إنباه الرواة "3/ 265".
5 في المطبوعة: "تخرج"، والمثبت من "ظ".
6 انظر: الكشاف "1/ 4" وفيه: "التعبد بالأمر والنهي".
7 هو الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي صاحب التفسير المسمى: مفاتيح الغيب، توفي سنة 606هـ، وفيات الأعيان "1/ 474". "ويلاحظ أنه سوف يأتي ذكره كثيرًا، وأفاد منه السيوطي في مواضع شتى".

الصفحة 49