كتاب دلائل النبوة لإسماعيل لأصبهاني

جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ إِنَّكَ لَا تَقْرَبُهَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ إِنَّ عَهْدِي بِهَا لَهَذِهِ اللَّيْلَةَ فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالَتْ كذب فَفرق بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا فَجَمَعَ بَينهمَا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَدَم كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ قَالَ جَابِرٌ فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ أَنْ نَلْبَثَ ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوق فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ تَحْمِلُ أَدَمًا فَلَمَّا رَأَتْهُ طَرَحَتِ الْأَدَمَ وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بَشْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ إِلَّا أَنْتَ
قَالَ الْإِمَامُ رَحمَه الله كَذَا فِي كتاب أَبِيه الشَّيْخِ اللَّهُمَّ ادْنِ وَفِي كِتَابِ الْغَرِيبِ اللَّهُمَّ أَرِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ أَيِ احْبِسْهُ وَاقْرِنْهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْآرِيَةِ الَّتِي تُحْبَسُ فِيهَا الدَّابَّةُ
193 - قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحيم بْنِ شَبِيبٍ ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا سَلَّامٌ ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خَرِيتٍ عَنْ أَبِي لَبِيدٍ عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَمَرَنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُ أُضْحِيَةً بِدِينَارٍ فَاشْتَرَيْتُ ثِنْتَيْنِ بِدِينَارٍ فَأَقْبَلْتُ وَهُمَا مَعِي فَلَقِيَنِي رَجُلٌ فَاشْتَرَى مِنِّي إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَأَتَيْتُهُ بِوَاحِدَةٍ ودينار فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي صَفْقَةِ يَمِينِكَ فَكَانَ يَقُومُ فِي كُنَاسَةِ الْكُوفَةِ فَرُبَّمَا رَبِحَ الْعِشْرِينَ ألفا وَأكْثر
194 - قَالَ وَحدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا أَيُوبُ بْنُ سَيَّارٍ أَبُو سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَذَّنْتُ لِلصُّبْحِ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمْ يَأْتِي أحد ثمَّ أَذِنت فَلم يَأْتِي أَحَدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَأْنُهُمْ يَا بِلَالُ قُلْتُ كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ بِأَبِي وَأُمِّي فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْسِرْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ قَالَ بِلَالٌ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الصَّبِيحَةِ أَوِ الصُّبْحُ
قَالَ الْإِمَامُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلُهُ كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ أَيْ أَصَابَهُمْ وَأَثَّرَ فِيهِمْ وَقَوْلُهُ اكْسِرْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ أَيِ ادْفَعْ وَيَتَرَوَّحُونَ يَتَفَعَّلُونَ مِنَ الْمِرْوَحَةِ
195 - قَالَ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سهل حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثَمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَزَقَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ي بِئْرٍ فِي دَارِهِ فَلَمْ يَكُنْ فِي الْمَدِينَة بِئْر أعذب مِنْهُ فَكَانُوا إِذَا حَضَرُوا اسْتَعْذَبَ لَهُمْ مِنْهَا

الصفحة 162