كتاب تاريخ الفكر الديني الجاهلي

عن عبادة الحجر من غير شكل فني أي من غير صورة يخلعها العربي على هذا الحجر نحتا أو تصويرا ولكنه كان يكتفي من الحجر بعبادته فحسب.
وواضح مما قدمناه سابقا أن الأديان التي انتشرت في الجزيرة العربية ومكة منها والتي جمعها الله في قوله تعالى1: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} إلى آخر الآية.
هذه الأديان -كما عرضنا سابقا- كانت أعجمية وفق ما قال القرآن: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} ، فتسجيل القرآن لتلك الأديان يعني من وجهة النظر التاريخية أن العرب كانوا يعلمون شيئا أو أشياء عن تلك الملل والنحل "الأديان والمذاهب" المنتشرة في أجواء الجزيرة العربية.
فهل ترى أي شيء تعلَّم منها محمد؟ وما اللغة التي قدر لمحمد أن يتعلمها؟
قطعا الإجابة سوف توجه بشكل تحليلي، بمعنى أننا سوف نسير بخطوط متوازية مع تلك الأديان وعلاقة الرسول بها. وذلك موضوع الكتاب.
وليس في هذه الطبعة جديد أضفناه سوى تحرير ما رأينا تحريره وتنقيحه فهي الطبعة الثالثة التي تزيد كثيرا على الطبعة الثانية.
والله من وراء القصد
مصر الجديدة يوم الاثنين
محمد إبراهيم الفيومي
7 صفر سنة 1402
2 أكتور 1982
__________
1 جزء من الآية 17 من سورة الحج.

الصفحة 9