كتاب نشأة النثر الحديث وتطوره

الصحيحة، وكان النتاج العلمي لهيئة التدريس في الجامعة شرطًا للترقية، فنهض البحث والتأليف على الطرق العلمية الصحيحة.
واشتد الإقبال على التعليم الجامعي على مدى الأيام، ولم تعد جامعة القاهرة وحدها كافية، فأنشئت جامعة الإسكندرية ثم جامعة عين شمس وأخيرًا جامعة أسيوط، ثم الجامعات الإقليمية.
وفي عهد الاستقلال كذلك زاد عدد البعثات كل عام في شتى الفنون والمعارف إلى مختلفة بلاد الغرب، ورجع هؤلاء إلى مصر مزودين بثمرات الثقافة الغربية، وساعدوا على نشرها في مؤلفاتهم، ومقالاتهم، ومحاضراتهم.
ومن كل ما تقدم نرى أن التيار الفكري الغربي أخذ ينمو، ويشتد منذ الاحتلال البريطاني، ولقد كان لهذا التيار ولا ريب أثره القوي في اللغة والأدب كما سنرى فيما بعد إن شاء الله.
ولكن بجانب هذا التيار الغربي كان التيار العربي القديم يقوى كذلك ويشتد، وكانت ترفده ينابيع كثيرة منها إحياء الكتب القيدمة وتحقيقها ونشرها، وقد عرفنا ما قامت به في عهد إسماعيل جمعية المعارف وجمعية رفاعة الطهطاوي، وفي سنة 1898 ألفت جمعية جديدة لنشر الكتب كان من أعضائها حسن عاصم، وأحمد تيمور وعلي بهجت، فنشرت كتاب الموجز في فقه الإمام الشافعي، وفتوح البلدان للبلاذري، والإحاطة في أخبار غرناطة، وغيرها.
وفي سنة 1900 تكونت هيئة أخرى برئاسة الشيخ محمد عبده لإحياء الكتب القديمة النافعة، وكان مما نشرته كتابا عبد القاهر الجرجاني: أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز، ونشرت كتاب المخصص لابن سيده في سبعة عشر مجلدًا، وابتدأت في طبع كتاب المدونة في فقه الإمام مالك.
ومن ذلك الوقت دأبت دور النشر المختلفة على إحياء الكتب القديمة، واهتمت بها دار الكتب أيما اهتمام، ومن الكتب التي طبعت في خلال الحرب

الصفحة 18