كتاب نشأة النثر الحديث وتطوره

العالمية الأولى: صبح الأعشى، والخصائص لابن جني، وديوان ابن الدمينة، والمكافأة لابن البداية، والاعتصام للشاطبي، ومن دور النشر التي كان لها أثر واضح في حركة الإحياء: لجنة التأليف والترجمة والنشر التي أسست سنة 1914، ولا تزال تؤدي رسالتها حتى اليوم، وقد أخرجت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ما يربو على ثلاثمائة كتاب بين منشور ومؤلف ومترجم.
ومن الكتب التي أخرجتها دار الكتب: نهاية الأرب للنويري، ومالك الأبصار لابن فضل الله العمري، والأغاني للأصفهاني، والنجوم الزاهرة لابن تغر بردي ويدوان مهيار، وغير ذلك من نوادر المخطوطات النفيسة، وقد بلغ عدد الهيئات التي تعني بنشر الكتب في سنة 1948 أربعًا وعشرين هيئة، ودار نشر.
وانتشرت كذلك المطابع في شتى أنحاء القطر تيسر السبيل للمؤلفين والقراء، وقد بلغ عددها في أعقاب الحرب العالمية الثانية ألف مطبعة، ومما ساعد على قوة التيار العربي الجمعيات الأدبية والدينية، وقد ابتدأت الحركة الدينية في الظهور منذ عهد جمال الدين الأفغاني، وسار على نهجه محمد عبده، وتتلمذ عليه نخبة من رجال الإصلاح، كان من أكثرهم حماسة الشيخ رشيد الذي أنشأ مجلة "المنار" يعالج فيها المشكلات الدينية، ويعرض قضايا الدين عرضًا جديدًا خاليًا من شوائب الخرافات والخزعبلات، ويرجع به إلى بساطته الأولى، وقد اهتم رجال الأحزاب في مستهل القرن العشرين بالدين، وتثبيته في النفوس، وكانوا في أشد الحاجة إليه لمقاومة المستعمر، وغزواته الفكرية التي يريد أن يخدر بها الأمة حتى تولع بثقافته، ومن ثم تستنيم لحيله الاستعمارية، ولكنهم اختلفوا في المنهج والطريقة فبينما نرى لطفي السيد، ورجال حزب الأمة يحاولون التوفيق بين الحضارة الغربية والدين الإسلامي، نرى الحزب الوطني يدعو إلى التمسك بأصول الدين وأخلاقه نقيا قويًا، ورأى مصطفى كامل أن الدين أكبر حصن للوطنية، يعصم النفوس من الزلل والخيانة، وفي هذا يقول: "قد يظن بعض الناس أن الدين ينافي الوطنية، أو أن الدعوة إلى الدين ليست من الوطنية في شيء، ولكني أرى أن الدين والوطنية

الصفحة 19