كتاب نشأة النثر الحديث وتطوره

توأمان وأن الرجل الذي يتمكن الدين من فؤاده يحب وطنه حبا صادقًا، ويفديه بروحه وما تملك يداه".
ودعا الرجال الحزب الوطني للاحتفال بالعيد الهجري لأول مرة، وأقيم الاحتفال في غرة المحرم سنة 1328-يناير 1910، وكانت صحيفة المؤيد تعد صحيفة العالم الإسلامي، تسعى جاهدة في الدفاع عن قضاياه، وتغذية الشعور الديني، وتنميته في نفوس الشباب.
وكان لثورة 1919 أثر في الالتفات إلى الدين، ويقظة المصريين إلى الدعوة الدينية بين الشباب الذين حاول المستعمرون جذبهم إلى مفاتن الحضارة الأوربية والثقافة الغربية، والبعد عن تعاليم الإسلام، فتألفت عدة جمعيات دينية غايتها رعاية الشباب، والحفاظ على عقيدته، وخلفه مثل الشبان المسلمين، والهداية الإسيلامية التي أسسها الشيخ محمد الخضر حسين، والتعارف الإسلامي، والإخوان المسلمين، كما أسهمت الصحافة الإسلامية في هذه المعركة، تعقد الصلات بين المسلمين، وتدحض مفتريات المتجنين على الدين من المستشرقين وأذنابهم، وتقوى العاطفة الدينية في نفوس الناشئين، وكان محب الدين الخطيب هو الموحي بهذه الجمعيات الدينية، وهو حامل لواء الصحافة الدينية، فأنشأ "الزهراء" ثم "الفتح".
كانت هذه الجمعيات، وهذه الصحافة الدينية رد فعل لموجة من الإلحاد سادت بعض المفكرين نتيجة انخداعهم بأعداء الدين من الغربيين، وقد قوى الشعور الديني على مر الأيام حتى اضطر هؤلاء إلى الرجوع إلى الدين إما مداراة أو إيمانًا، وأخذت المؤلفات الدينية على الطرق العلمية الحديثة تظهر تباعًا مثل: على هامش السيرة لطه حسين، والعبقريات للعقاد ومحمد والصديق وعمر لهيكل، وكثرت كذلك الكتب التي تحاول تبسيط أمور الإسلام، واهتمت الجهات الرسمية بالدين، فأصدر الأزهر مجلته ومجلة "لواء الإسلام"، التي يصدرها قسم الوعظ والإرشاد، كما اهتمت المجلات الأدبية الخالصة بقضايا الدين، وصارت

الصفحة 20