كتاب نشأة النثر الحديث وتطوره

وعلي محمود طه، وأحمد حسن الزيات، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد وعشرات غيرهم، وقد عنيت بتقديم أفكار واضحة عن الأدب الأجنبي في لغاته المتباينة، وعن أشهر أعلامه، فنجد مثلًا دراسات "إميل فاجيه" لأحمد ضيف، وشرح طريقة "تين" للكاتب ع. أ. س، و"سانت بيف" لحامد الصعيدي، "ومكسيم جوركي" لمحمد علي ثروت و"جيته" لإبراهيم حقي، و "جورج إليوت" لمحمد علي ثروت، و"أصل الشعر" لحسن محمود.
وتقدم نماذج من الأدب الأجنبي في المقالة والشعر والقصة، ففي المقالة نرى: الشك لفرنسيس باكون، ومن حديث المائدة لهازلت، والشخصية لجون ستيوارت مل وغيرها.
وفي الشغر نماذج متعددة مثل: "البلبل الغرد" لشيلي، و"البيت" لطاغور، و"البحيرة" للآمرتين، و"غضب الله" لهريك، و"المأثور الضاحك" لهنت.
وكانت السفور في عنفوان ازدهارها إبان الحرب العالمية الأولى، وكانت مجالًا فسيحًا لكتاب المقالة الأدبية والأقصوصة والشعر الحديث، والذي يهمنا هنا المقال الأدبي فقد تنوعت أغراضه على صفحات السفور، ولكنها احتجبت بعد أن ظهرت مجلة السياسة الأسبوعية سنة 1926.
وشهدت حقبة ما بين الحربين العالميتين نشاطًا عظيمًا في نشر الثقافة الأجنبية، بعد أن زالت الحماية، وتخلصت مصر من رقابة المستشار الإنجليزي "دانلوب"، الذيكان همه في وزارة المعارف تخريج موظفين لا مثقفين، ومحاولة قتل الطموح في أبناء الشعب، وقد تكلمنا عن مساوئه بإسهاب في كتابنا "في الأدب الحديث الجزء الثاني"، وما إن زالت تلك الغمة، ونعمت مصر بشيء من الحرية في ظل الدستور حتى انطلق الأدب عملاقًا، وشهدت اللغة العربية خصوبة وغزارة في الأدب لم تشهدها في كل تاريخها.
تعددت الأحزاب السياسية، وكان لكل حزب صحافته وكتابه وتصدر الأدباء الذين تمرسوا بالكتابة قبل ذلك ميدان الصحافة، وكان بجانب الصحفية اليومية.

الصفحة 252