كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا
ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فهذا سفر مبارك يتناول التعريف والترجمة لمعلمي المسجد النبوي الشريف الذين
شرفهم الله تعالى بالتعلم والتعليم فيه، فكانوا مصابيح الدجى ونور المعرفة والكواكب
الدرر يضيؤن للراغبين في التعلم والمستزيدين للعلم والمعرفة في شتى فروع العلوم
الإسلامية، وهذه السنة وهي التعليم في هذا المسجد وسائر مساجد المسلمين شرعها
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن خصص لأصحابه أياما يعلمهم فيها، كماقام
بتخصيص أوقات للنساء بناء على رغبتهن في اكتساب هذا الخير.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على التزود من هذه المعرفة وعدها
بمثابة الصيد الثمين الذي يحصل عليه المتردد للدراسة في هذا المسجد، وقد تأسى به
أصحابه رضوان الله عليهم، بدءا من الخلفاء الراشدين وعلماء الصحابة وفقهائهم وسار
على نهجهم التابعون ومن تبعهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يكون الإنسان
مبالغا لو سمى المسجد النبوي المدرسة أو الجامعة الأولى في العالم الإسلامي.
فتعلم القرآن الكريم انطلق منه، ورواية الحديث الشريف نشأت في أرجائه،
وتعليم القراءة والكتابة -خاصة للأطفال المسلمين كان فيه -، وهكذا، كلما نشأ علم من
العلوم احتواه المسجد النبوي، ووجد منزلا في رحابه، بما في ذلك من علوم الآلة
والعلوم التجريبية، وقد عني المسلمون عموما وخاصة القراء والمحدثون والفقهاء
والمؤرخون والنحاة واللغويون على تدوين مؤلفات يعرفون جها أئمتهم وعلمائهم

الصفحة 13