كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

والمنشغلين بسائر العلوم والفنون، وأكبر شاهد على ذلك المؤلفات الضخمة التي كتبت
في تراجم هؤلاء الأعلام والقراء والحفاظ والمحدثين والفقهاء وأئمة المذاهبط
ومؤلفاتهم والأسانيد المشتملة على تخليد هذه المعارف ومسلسلاتها أوغيرها، وهي ثروة
ثرة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والعناية والخدمة لتبرز هذه المفخرة بين يدي أبناء
المسلمين.
وقد انبثقت فكرة هذا الكتاب في استدراك أسماء المعاصرين الذين اشتغلوا في
التعليم في المسجد النبوي وخاصة في القرنين الرابع والخامس عشر الهجريين، حيث مر
بالمدينة المنورة مرحلة انحسار التعليم ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، ثم مرحلة
ازدهار التعليم خاصة مع وجود الجامعة الإسلامية وجامعة طيبة بالمدينة المنورة، إلا أن
المسجد قد توافر فيه العلماء والمعلمون بما يغطي الحاجة في الأوقات المختلفة. وقد بذلت
لجنة التأليف الجهد المستطاع في رصد العلماء وتتبع مصادرهم المكتوبة من خلال أهليهم
وذويهم حيث توفر قدر لا بأس به، وإن كان الضن من الكثير ظاهرا في هذا المؤلف.
وتقدم لجنة الإعداد اعتذارها مسبقا لذوي العلماء والمعلمين الذين لم تتوفر ترجمة
عنهم، ونرحب في الوقت نفسه بتزويدنا بسيرهم العطرة ليتم إلحاقهم بالكتاب في
طبعاته القادمة إن شاء الله تعالى.

الصفحة 14