كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

الفصل الأول مكانة المسجد النبوي الشريف التعليمية
للمسجد في حياة المسلمين مكانة هامة في تعليم الناس وتوجيههم، لذلك كان أول
عمل للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من أول يوم وصل فيه إلى المدينة المنورة هو بناء مسجد قباء،
وحسب رأي كثير من العلماء والمفسرين أن الإشارة إليه في قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]
وكذلك أول عمل له - صلى الله عليه وسلم - بعد انتقاله إلى المدينة المنورة من قباء هو تأسيس مسجده
صلى الله عليه وسلم. ففي هذا المسجد بدأت تقام شعائر العبادة عند المسلمين وفيه تعلم
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
كما علمهم! ياله وبطريقة عملية أن دور المسجد لا يقتصر على النواحي التعبدية فقط
بل هو مدرسة وجامعة للتعليم ومقر للحكم ودار للقضاء ومركز للقيادة ومحل إدارة
جميع أو معظم ما هو ضمن دائرة اهتمام المجتمع المسلم كشؤون الشورى والمالية
واستقبال الوفود والضيافة والإيواء.
ومن مزايا هذا المسجد العظيم أنه شهد معظم أحداث السيرة النبوية ففيه كانت
خطب النبي صلى الله عليه وسلم البليغة المؤثرة، وفيه دروسه - صلى الله عليه وسلم - في العلم والتربية،
وهنا استقبل الوفود الكثيرة التي جاءت لإعلان الإسلام أو المفاوضة في أمر أو مناقشة

الصفحة 19