كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153]
وعن الجانب العملي يصعد - صلى الله عليه وسلم - درجات المنبر ليعلمهم الصلاة فيستقبل القبلة
ويقرأ ثم يركع ثم يرفع ثم ينزل القهقرى فيسجد في أصل المنبر ثم يجلس فيسجد ثم
يصعد في المنبر وبأتي بالركعة الثانية ثم يقول لهم: "صلوا كما رايتموني أصلي" (1).
ولم يقتصر الدور التعليمي للمسجد على الرجال بل نافست عليه النساء لما أخرجه
البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "غلبنا
عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما يلقينه فيه فوعظهن وأمرهن"
ليتأكد حق المرأة في تحصيل العلم ومشاركة الرجل فيه، وقد أعجبت السيدة عائشة
رضي الله عنها أم المؤمنين بإقبال الأنصاريات على العلم فقالت "نعم النساء نساء
الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين" (2).
وبجوار مسجده - صلى الله عليه وسلم - بيوت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فيه الجواب الشافي لما
يشكل على ربات البيوت فيما يحتص بهن.
ومع أن المهمة الأساسية في تعليم الناس كانت للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان
للصحابة رضي الله عنهم حلقات للعلم في المسجد النبوي وكان - صلى الله عليه وسلم - يشرف على هذه
الحلقات بل ويشجعها حيث حدث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر
__________
(1) صحيح البخاري. أخرجه البخارى (1/ 9 1 - 0 2، 274، 2/ 161، 4/ 339) ومسلم (1/ 31 - 32، 32).
(2) نقلا عن: http://www.saaid.net/arabic/arI8. htm د. وليد فتيحي: دور المسجد في بناء
الحضارة الإسلامية، شبكة السعيد.

الصفحة 21