كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

حلق العلم كثيرة وكانت كثرتها تبعا لتخصص كل حلقة في علم من العلوم، وكانت
بعض حلق العلم عظيمة العدد تلفت الأنظار.
تناقص دور المسجد النبوي التعليمي:
ذكرت سابقا قول الذهبي: "أن العلم كان وافرا بها (المدينة) زمن التابعين كالفقهاء
السبعة وزمن صغار التابعين، ثم زمن تابعي التابعين ثم تناقص العلم بها جدا في الطبقة
التي بعدهم ثم تلاشى ثم مر على المسجد النبوي قرابة ثلاثة قرون في شبه جمود علمي
ولعل الأحداث السياسية وانتقال المركز الحضاري للدولة إلى دمشق وبغداد والأندلس
وبعض الحواضر الأخرى كالفسطاط والقيروان وغيرها أثر في هذا الركود، ولعل
الكوارث العلمية الكبرى التي عصفت بدولة الإسلام رادت في هذا الجمود، وأقصد
بها حرق مدينة الفسطاط عام 564 هـ ثم تخريب وحرق التتار لبغداد عام 656 هـ
وأخيرا سقوط الأندلس عام 897 هـ.
ومما أدى إلى فقد شمولية التعليم في حلقات المسجد أيضا بدء ظهور المدارس المنفصلة
عن المساجد ابتداء من القرنين الخامس والسادس الهجري ومن تلك المدارس بالمدينة
المنورة (1):
1 - المدرسة الشيرازية: كانت قائمة بين عامي 680 - 730 هـ تبين ذلك من ترجمة
السخاوي لإبراهيم الرومي.
2 - المدرسة الجوبانية: بناها سنة 4 72 هـ جوبان بن تداون نائب المملكة القاءانية.
3 - المدرسة الشهابية: وهي من المدارس الكبيرة في القرن الثامن الهجري.
__________
(1) د. عبد الرحمن المزيني، الحياة العلمية في مكة والمدينة خلال القرنين السابع والثامن الهجري.

الصفحة 26