كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

إلا أن الظروف السابقة وقيام بعض المدارس بالمدينة ساعد في إعادة مكانة المسجد
النبوي وقد كان من بين من اهتم بشؤون المسجد النبوي في العهد المملوكي شعبان بن
حسين بن الناصر محمد بن قلاوون حيث كان له ماثر حسنة في الحرمين منها ما قرره
سنة 774 هـ من الدروس في المذاهب الأربعة وأنشأ درسا في الحديث وعين قراء
ومؤذنين. وكان ممن ولي التدريس والإقراء في المسجد النبوي في تلك الحقبة جماعة
منهم (1): إبراهيم مسعود بن إبراهيم سعيد، ومقرئ الحرمين برهان الدين أبو إسحاق
الأربيلي ويعرف بابن الجابي ولد سنة 62 6هـ وتوفي سنة 745 هـ، ومنهم إبراهيم بن
رجمما بن حماد الرواتثي المتوفى سنة 755 هـ، ومنهم إبراهيم بن محمد عبد الرحيم
اللخمي المتوفى سنة 790 هـ، ومنهم أيضا أحمد بن محمد الجلال الخجندي، ثم عادت
الروح تدريجيا إلى حلق العلم وتوافر العلماء في القرن التاسع وما بعده، وتجدون في ثنايا
هذا الكتاب بعض تراجم من حمل راية العلم في القرون الغامضة، حسبما توفر لمعدي
الكتاب من مصادر.
إلا أن النهضة العلمية الحالية لم يمر على الحرمين بصورة عامة نظير لها، فكما حظي
الحرمان الشريفان بعناية ورعاية وتوسعة شاملة صرفت عليها مليارات الريالات من
قبل ملوك المملكة العربية السعودية الحديثة، فالحرمان الشريفان يشهدان توسعا كبيرا
وشاملا في الحلقات والدروس في شتى العلوم والفنون مع تركيز خاص على القرآن
الكريم وعلومه والعلوم الشرعية ومجالاتها.
__________
(1) المرجع السابق.

الصفحة 27