كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

بارزا في حياة المدنيين فأول ما عرفه المسلمون في المدينة كان في عهد الخليفة عمر بن
الخطاب رضى الله عنه عندما كثر عدد صبيان المسلمين ولا يجدون من يعلمهم فأمر
باتخاذ كتاب في كل حي من أحياء المدينة يغدو إليه الصبيان يتعلمون فيه كتاب الله
ومبادى القراءة والكتابة وجعل للمعلم المتفرغ لذلك أجرا على عمله، ومن الأماكن
التي انتشرت فيها الكتاتيب المسجد النبوي الشريف وقد ظل على مدى تاريخه الطويل
المنهل العذب والمدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطلاب العلم والتعلم وتخرجت منه
أجيال عديده من أبناء المدينة والمسلمين وبقيت ساحاته وجوانبه زاخرة بحلقات العلم
حتى الان وبالكتاتيب حتى فترة متأخرة من القرن الرابع عشر الهجري.
وكان عدد الكتاتيب بالمسجد النبوي الشريف يزيد وينقص، كما أن من كتب عن هذه
الكتاتيب يكتب ما رأى وما توفر له من معلومات عنها.
وقد كتب عدد من المؤرخين والدارسين عن "الكتاتيب " في مؤلفاتهم فمنهم علي بن
موسى في كتابه وصف المدينة عام: 1303 هـ، ذكر فيه أن في الحرم الشريف اثني عشر
كتابا ومكانها في الجهة الشمالية من المسجد بجوار باب المجيدي.
وذكر إبراهيم رفعت باشا في كتابه (مراة الحرمين) أنه شاهد عام 318 1 هـ -1 189 م
في الجهة الشمالية كتابا ذا طابقين أرضي وعلوي يتعلم فيه الصبيان القرآن الكريم
ومبادى العلوم الأولية.
وذكر الشيخ جعفر فقيه في حديثه عن التعليم في المدينة المنورة في بداية القرن العشرين
وبحدود عام 1325 هـ أن عدد الكتاتيب في المسجد النبوي كان ستة كتاتيب هي:
1 - كتاب الشيخ مصطفى بن أحمد فقيه وقد بدأ التعليم فيه عام 1273 هـ.

الصفحة 30