كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

دريد، ويتيمة الدهر للثعالبي ودواوين أبي تمام والبحتري والمتنبي وأبي العلاء المعري، ثم
التحق بعد ذلك بحلقة العلامة الشيخ غلام النقشبندي الهندي درس عليه علم التوحيد
والفرائض والحساب واللغة الفارسية والحديث.
ثم التحق بعد ذلك مرة ثانية بحلقة والده الشيخ حسن الأسكوبي، ودرس عليه علوم
التفسير والحديث والفقه الحنبلي والأصول والفلك، ثم درس بعد ذلك على يد الشيخ
حبيب الرحمن الهندي، وكان رحمه الله مدرسا للعلوم السائدة في عصره من فقه وتفسير
وحديث وفرائض ونحو وصرف، وغير ذلك، وبعد أخذه للعلوم الدينية والأدبية، أجازه
علماؤه بالتدريس، وعرف في مجتمعه بميوله الأدبية البحتة، فقد حفظ كثيرا من شعر شعراء
العرب القدامى وحفظ تراجمهم واحدا واحدا، وكان رحمه الله يجيد غير لغته العربية لغات
إسلامية أخرى هي: الفارسية والتركية والأوردية، مما جعل نطاق معارفه واسعا واطلاعه
أوسع، وقد نبغ في العلوم الدينية نبوغا هائلا، وفي العلوم الأدبية لا يدانيه أحد في ذلك،
فقد شهدت المدينة بأكملها له بذلك ودان له شعراءها.
دروسه بالمسجد النبوي: تصدر الشيخ إبراهيم الأسكوبي للتدريس في المسجد النبوي
وأضاف اسمه إلى قائمة علماء الحرمين الشريفين، فما لبث حتى عين خطيبا على منبر سيد
المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكانت حلقته رحمه الله تكتظ بطلاب العلم
لتمكنه من علومه (1).
الأسكوبي الشاعر: حينما نتحدث عن شاعرية الشيخ الأسكوبي نرى أنه قد عايش في فترة
زمنية تعد من الفترات المتأخرة، ولا يوجد بها ذلك التقدم، ولكن مع ذلك استطاع
__________
(1) 4023=http://www.facebook.com/topic.php؟uid=10939362045&topic . للزيادة انظر: أعلام من أرض النبوة، أنس يعقوب كتبي ج 2 ص 18 - 34، ط 1/ 5 1 4 1 هـ.

الصفحة 47