كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

ثم استقال من القضاء ولم تشبه شائبة خلال فترة توليه واقتصر على الإفتاء ولم ينقطع
عن التدريس بالحرم النبوي الشريف متمتعا بما له من المكانة والمهابة والاجلال في
قلوب الناس لما له من واسع المعرفة وكريم الأخلاق وجليل الشيم.
النشأة والتعليم: حفظ القرآن المجيد وكثير من المتون لا سيما كنز الدقائق ومجموعة
لابأس بها من الأحاديث النبوية الصحيحة. كان بارا بوالده لايكاد يخالف له أمرا
يصبحه ويمسيه بتقبيل يده ولا يضن عليه بشيء. درس العلم على والده والشيخ حماد
وعلى الشيخ إبراهيم الأسكوبي ودرس علوم البلاغة والرياضة وأصول الفقه والمنطق
على الشيخ حبيب الرحمن والشيخ عبد القادر الطرابلسي. كان يجيد اللغة التركية ويتكلم
الفارسية.
تدريسه بالحرم النبوي الشريف وتلاميذه: كان يمتاز في تدريسه للعلوم الدينية والعربية
بتناول الموضوعات عن أصولها ويبعد عن الحواتثي ويفهم عنه أقل الطلاب إدراكا.
وذلك لحسن تقريره وجودة تصرفه في إلقاء المسائل على تلاميذه.
من تلاميذه: الشيخ أحمد البساطي، والشيخ أحمد كماخي، السيد زكي برزنجي، والسيد
أمين أنصاري، الشيخ عمر شقلبها، وأبناء الشيخ: عمر وأحمد البري وأخوه الشيخ عبد
العزيز البري والأخوان علي وعثمان حافظ.
وصفه وصفاته ورحلاته (سفر برلك) (1): كان حسن الطليعة جميل الصورة قمحي
اللون مربوع القامة ووطيد السير صائب التفكير يحسن المسامرات العلمية والأدبية
قليل الاختلاط له نظرات تدل على الذكاء والفطنة. وكان هادى النفس لا يتدخل فيما لا
__________
(1) أي: السفر برا.

الصفحة 52