كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

يعنيه ولا يتكلم في أمر إلا بعد التدبر والروية، خفيض الصوت واسمع الإدراك عظيم
القدر باشا سمحا، سلفي العقيدة من أول نشأته، حنفي المذهب، حج صاحب الترجمة
38 حجة وله رحلات إلى الشام والأناضول والمغرب ونجد.
سفر برلك: ففي أوائل عام 1334 هطلب فخري باشا محافظ المدينة المنورة من الشيخ
عبد القادر البري (والد الشيخ إبراهيم) أن يغادر المدينة هو وأسرته المكونة من ابنيه
الشيخ إبراهيم وزوجته وأبنائه وأحفاده والشيخ عبد العزيز البري الذي لم يكن تزوج
بعد. وكانت الرحلة شديدة الوطء عليهم لا يعرفون نهايتها ولا يأمنون غايتها.
فثارت الحرب العالمية الأولى التي هزت المدينة المنورة هزا ومزقت شمل أهلها. وكان
إبعاد آل الشيخ عبد القادر البري إلى سوريا ومنها إلى الأناضول بتركيا جمث استقر
قرارهم في بلدة اسمها الوشاق تابعة لولاية أزمير وعاشت ما يقارب عامين يعيشون
على ما كانت الدولة تصرفه لهم من أرزاق ومرتبات ضئيلة لا تكاد تقوم بالضروري من
مطالب الحياة. ولو لا ما كان مدخرا لدى الشيخ عبد القادر وابنه الشيخ إبراهيم لما
استطاعت الأسرة أن تجد مطالبها الضرورية، وفي شعبان 1336 هـ الموافق 1918 م
سمحت الحكومة التركية لهؤلاء المبعدين بالعودة إلى سوريا بعدما تيقنوا ان الحرب في
غير صالحهم. فرحلت أسرة الشيخ البري إلى قونية. وبعد قضاء شهر رمضان عادوا
بالقطار إلى أضنة إلى حلب فدمشق. واستقر قرارهم في دمشق إلى أن عاد أهل المدينة
إلى بلدتهم في عام 1337 هـ 1919 م. وبدمشق في أسبوع واحد توفى الشيخ عبد القادر

الصفحة 53