كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

بالحرمين، وحدث وانتفع الناس به في الحرمين، وأفتى، وهو ممن ترجمه الفاسي، وقال:
إنه عرض عليه بعض محفوظاته بمكة والمدينة، وكان يتردد إليها، وتزوج من أهليها (1).
الشيخ إبراهيم بن مسعود بن إبراهيم بن سعيد - برهان الدين - أبو إسحاق
الإربلي/لإربيلي الأصل، القاهري، الشافعي (662 - 5 4 7 هـ):
مقرى الحرمين ويعرف بابن الجابي، وبالمسروري: لكونه ولد بخان مسرور بالقاهرة،
ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وستمائة بالقاهرة، وأقام بالمدينة النبوية، وانتفع به
جماعة من الأعيان في إقراء القرآن، وناب في الخطابة والإمامة بالمدينة، وكان شيخا مهيبا
حسن السمت، مليح المنميبة والشكل، مات - بعد أن كف - بالمدينة في ثامن عشر
جمادي الأولى سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ودفن بالبقيع، وذكره شيخنا في الدرر، كما
ذكره الفاسي في ذيل التقييد، فقال: إنه سمع على القاضي عماد الدين أبي الحسن علي بن
صالح بن علي بن صالح الشافعي مسند الشافعي، سماعه له من عبد العزيز بن باقا،
وحدث به، وقرأ بالروايات على جماعة، منهم: الشطنوفي، والتقي الفاسي، سمعه عليه
قاضي مكة أبو الفضل محمد بن أحمد النويري، وكان متقنا للقراءات، قرأ عليه جماعة من
الأعيان بالحرمين، وانتفع الناس به، وقال ابن فرحون: هو الشيخ الصالح المقرى المجود
من الشيوخ القدماء، المقرئين بالسبع، المتصدرين للإقراء.
أقام بالمدينة بعد إقامة طويلة بمكة، وانتفع الناس به وجودوا عليه، استنابه القاضي
شرف الدين الأسيوطي في الإمامة والخطابة مدة غيبته في القاهرة سنة اثنتين وأربعين،
وكذا كان استنابه فيهما أيضا: الجمال المطري في سنة ثمان وثلاثين، وكان القاضي شرف
__________
(1) التحفة اللطيفة، للسخاوي، رقم 9 1 1، ص 1 4 1 - 42 1.

الصفحة 58