كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

الدين غائبا في القاهرة، وأجاد تأديتهما، وقام بهما، وكف بصره في اخر عمره، فصبر
واحتسب، وأعاده مقتصرا على اسمه، وقالى: شيخ صالح معمر، مقرئ بالسبع، قصد
الحرمين، فجاور بالمدينة، ثم مكة، وأقام بها طويلا، ثم رجع إلى المدينة، وناب بها في
الإمامة والخطابة، ونشر القراءات بالحرمين.
وفاته: مات رحمه الله بالمدينة المنورة سنة 745 هـ (1)، ودفن خلف قبة (2) عثمان رضي الله
عنه، وذكره المجد، فقال: كان شيخنا ذا هيبة وسكينة ووقار، حسن السمت، مليح الشيبة،
كثير الصمت، صبيح النقيبة، مال المستفيدون جميعهم إليه، وانتفعوا به، وجودوا عليه،
وكان من الشيوخ القدماء المقدمين، أقرأ القرآن الكريم بالسبع مدة سنين، وابتلي في الاخر
بذهاب البصر، فاحتسب على الله وصبر، وفاز من الله بأطيب البشر، وصفه الجمال بن ظهيرة
بالمسند المعمر، بقية المشايخ المسندين، شيخ القراء والمحدثين، والمتصدر بالحرمين الشريفين (3).
أبو الحسن بن زكريا العتيقي (1367 - 429 1 هـ):
هو الشيخ أبو الحسن بن زكريا بن حسن العتيقي، ولد في كفر السودان، مركز دسوق،
كفر الشيخ، بمصر عام 367 1 هـ الموافق 948 1 م.
ألحقه والده منذ صباه في كتابه الذي يقرئ فيه، فقرأ القرآن الكريم برواية حفص من
الشاطبية بطريقة الكتابة على اللوح، وظل كذلك حتى حفظ القرآن الكريم عام
__________
(1) 656= cat=23&book?http://www.almeshkat.net/books/open.php الدرر الكامنة
للعسقلاني: (1/ 2 8، رقم 1 9 1).
(2) أي: حيث القبة التي كانت على مدفن -قبر-سيدنا عثمان رضي الله عنه، في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة.
وقد أزيلت بعد عام 344 1 هـ.
(3) التحفة اللطيفة، للسخاوي، المقدمة، 1: 82 - 83. (1 /رقم 137 0 46 1 - 48 1).

الصفحة 59