كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

واعتبروه حجة في المذهب الحنفي، فتصدر للتدريس في بلدته، والتف حوله طلبة العلم
يتزودن من علمه.
هجرته إلى المدينة المنورة: قرر الشيخ الهجرة للحرمين في سنة 1318 هـ، فخرج
من بلده قاصدا البيت العتيق، فوصل إلى مكة المكرمة بعد معاناة، فأدى فريضة الحج،
ثم قصد المدينة المنورة وأقام فيها، وأصبح مدرسا في المسجد النبوي الشريف.
درسه بالمسجد النبوي الشريف: كان رحمه الله يصلي الفجر في المسجد النبوي
الشريف ويمكث في روضته حتى شروق الشمس تاليا للقرآن، وبعد صلاة الضحى
يفتتح دروسه بالفقه، فإذا ختم الدرس، أخذ يدرس النحو، الاجرومية مرة، والألفية
مرة، حتى إذا انتهى من درسه قام متجها إلى عمله يكد من أجل كفاية عيشة، حتى إذا
كان قبل صلاة الظهر عاد إلى المسجد، وأخذ يدرس الأدب العربي والمنطق، وكان له
رحمه الله درس بعد صلاة العصر، يدرس فيه الحديث، وكان له رحمه الله دروس في
الفرائض والوعظ وغيرها، وهكذا كان الشيخ ملا سفر يقضي جل وقته مابين التدريس
وعمله، لايذهب إلى بيته إلا بعد الصلاة الأخيرة، واشتهر درسه في التفسير فكان يبتدى
به من أول رجب يدرس بطريقة وعظية، وحلقته من أكبر حلقات المسجد لا سيما في
رمضان.
ومن طلبته: لقد درس عليه كثيرون من أهل المدينة المنورة، وغيرهم من الطلاب
الأغراب، ومن أشهر من درس عليه: الشيخ أحمد كماخي القاضي بجدة، والشيخ
المحدث عمر بري، المدرس بالمسجد النبوي الشريف، والشيخ القاضي أحمد بساطي،
القاضي بالمدينة المنورة، والشيخ حسين عزي، وإبراهيم شيرة، والأخوان صالح،
وحسن خاشقجي، والشيخ عابدين حماد، والشيخ حسين أزمرلي، وغيرهم، وقد أجاز
منهم بالتدريس: الكماخي والإزمرلي والبساطي.

الصفحة 827