كتاب معلمو المسجد النبوي الشريف

وميمونة بنته، قال يحيى بن معين كان إمام أهل المدينة في القراءة فسمي القارئ بذلك،
وكان ثقة قليل الحديث، وقال ابن حاتم: سألت أبي عنه فقال صالح الحديث، وقال
يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري كان إمام الناسب المدينة أبو جعفر، وقال ابن
مجاهد: حدثوني عن الأصمعي عن أبي الزناد قال لم يكن أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر
وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وقال مالك: كان أبو جعفر
رجلاصالحا يقرى الناس بالمدينة المنورة، وقال الذهبي فأما قراءة أبي جعفر فدارت على
أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون عن عيسى بن وردالا عن أبي جعفر، وأقرأها الزبير بن
محمد العمري عن قراءته على قالون بإسناده وأقرأها سليمان بن داود الهاشمي عن سليمان
بن مسلم عن جماز عن أبي جعفر وأقرأها الدوري عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي جعفر
أو عن رجل عن أبي جعفر، قلت: وقد أسند الأستاذ أبو عبد الله القصاع قراءة أبي جعفر
من رواية نافع عنه في كتابه المغني، وروينا قراءته عنه في كتاب الكامل لأبي القاسم الهذلي
وكذلك أقرأ بها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران، وقرأ بها على إسماعيل بن جعفر، وصحت
عندنا من طريقه والعجب ممن يطعن في هذه القراءة أو يجعلها من الشواذ، وهي لم يكن
بينها وبين غيرها من السبع فرق كما بيناه في كتابنا المنجد، وقالى سبط الخياط وروى ابن
جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطو يوما وهوصوم داود عليه السلام، واستمر على ذلك
مدة من الزمان، فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك أروض به نفسي
لعبادة الله تعالى، وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله القصاع أنه كان يصلي في جوف الليل
أربع تسليمات، يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل، ويدعو عقيبها لنفسه
والمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله، وقال سليمان بن مسلم، شهدت أبا
جعفر وقد حضرته الوفاة جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه
يصرخون به فلم يجبهم، فقال شيبه: وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم عجبا قالوا بلى
فكشف عن صدره، فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال: أبو حازم وأصحابه هذا والله نور

الصفحة 846