كتاب الطب النبوي لابن طولون

ذكر الأركان الأربعة والأخلاط الأربعة والمزاج
قال الدينوري في المجالسة: حدثنا عبد الله بن قتيبة الدينوري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب بن أخي الأصمعي عن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال: وجدت في النورية قال: حين خلقت آدم ركبت جسده من أربعة أشياء، ثم جعلتها وارثه في ولده تنمى في أجسادهم إلى يوم القيامة: رطب ويابس وسخن وبارد، وذلك لأني خلقته من تراب وماء: ثم جعلت فيه نفساً وروحاً: فيبوسة كل جسد من قبل التراب ورطوبته من قبل النفس وبرودته من قبل الماء وسخونته من الروح، ثم خلقت للجسد بعد هذا الخلق الأول أربعة أنواع من الخلق أخرى، وعن ملاك الجسد، لا يقوم الجسد إلا بها، ولا يقوم واحد إلا بالأخرى: المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم: ثم أسكنت هذا الخلق في بعض، فجعلت سكن اليبوسة في المرة السوداء وسكن الحرارة في المرة الصفراء وسكن الرطوبة الدم وسكن البرودة في البلغم فأيما جسد اعتدلت فيه هذه الفطر الأربع وكانت كل واحدة منهن فيه ربعاً لا يزيد ولا ينقص كميات بهجته واعتدلت بنيانه فإن زادت واحدة منهن عليهم وقهرتهن ومالت بهن دخل على أخواتها السقم من نواحيهن لقلتها منهن حتى تضعف عن طاقتهن وتعجز.
قال: ومن قدرته عز وجل ولطفه جعل عقله في دماغه وسره في كليتيه وغضبه في كبده، وصرامته في قلبه، ورغبته في ريته، وضحكه في طحاله، حزنه وفرحه في وجهه، وجعل فيه ثلاثمائة وستين مفصلاً.
وقال ابن سينا في القانون: الأركان أجسام بسيطة من أجزاء أولية لبدن الإنسان وغيره لا يمكن أن تنقسم إلى أجسام مختلفة الصور وتحدث بامتزاجها واختلاط الأنواع المختلفة من الكائنات، وهي أربعة اثنان خفيفان وهما النار والهواء، واثنان

الصفحة 21