كتاب الطب النبوي لابن طولون

قال ديسقوريدس: أجوده الذكر المدور وقد يزغل بصمغ لصنوبر والصمغ العربي فالصمغ لا يلهب بالنار والصنوبر يدخن والكندر يلتهب بلا دخان, وهو حار في الثانية يابس في الأولى وهو كثير النفع نادر الضرر, ينفع من وجع المعدة ويطرد الريح وينبت اللحم في القروح ويخفف البلغم ويجلو العين, وإذا مضغ بصعتر نفع مع اعتقال اللسان ويذكى وبخوره نافع من الوباء مطيب للهواء ويزيد في اللهو والحفظ ويفطر عليه مع الزيت الأسود وقلب الفستق فيورث الذكاء ومع الورد المربا ينفع كثرة إدرار البول ومن يبول في فراشه, وإذا أنقع وشرب على الريق أذهب النسيان, قلت: هذا النسيان عن برودة, والذي عن يبس يتبعه عن سهر فذلك علاجه المرطبات.
ومما يحدث النسيان حجامة النقرة وأكل الكزبرة الخضراء والتفاح الحامض وكثرة الهم وقراءة ألواح القبور والنظر في الماء الواقف والبول فيه ثم يتوضأ منه والنظر إلى المصلوب والمشي بين الجملتين مقطورين والمشي في قوارع الطريق ونبذ القمل وأكل سؤر الفأر - انتهى.
وقد استوعب ما يورث النسيان شيخنا البرهان الناجي مع أن لي عليه ذيلاً في كتابه قلائد العقيان.

الصفحة 228