كتاب الطب النبوي لابن طولون

لحم
قال الله تعالى: {وأمددناهم بفاكهة ولحم}.
وأخرج الترمذي عن بريدة مرفوعاً: خير إدام الدنيا والآخرة اللحم وقد مر معنا بالغيرة.
قال الذهبي: قال الأطباء: اللحم أقوى الأغذية يخصب البدن ويقويه أفضله الضأني حار رطب وأجوده الحولي لحم المسن ردي كذلك الهزيل ولحم الأسود أخف وألذ والخصي أفضل والهبر أجود والمقدم منه مقدم.
وقال ابن عباس وأبو هريرة رضي الله تعالى عنهما: كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتف. وعن مجاهد كان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمها.
وقيل أردأه الرأس والجوف, ولحم الرقبة لذيذ سريع الهضم.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنهى هادية الشاة إلى الخير وأبعدها عن الأذى - رواه عبيدة. ولحم الظهر كثير الغذاء يولد دماً محموداً, وغذاء مشوي اللحم أيبس وسلوقه أرطب.
وقال جالينوس: أصلح اللحم مسلوقه, والسمن والشحم رديان قليلان الغذاء.
والجانب الأيمن وافر أخف, وأفضل من الأيسر, وقال نافع: كان عبد الله يأتي عليه الشهر لا يأكل لحماً فإذا كان رمضان لم يفته, وقال محمد بن واسع: أكل اللحم يزيد في البصر. وقال الزهري: أكل اللحم يزيد سبعين قوة, ولحم الماعز أجوده الثني قليل الحرارة فيه يبس, يولد خلطاً غير فاضل وأردؤه التيس شديد اليبس عسر الهضم يولد السوداء, وقيل يورث الهم والنسيان ولحم الأنثى أنفع, وقد روى مرفوعاً أحسنوا إلى الماعز وأميطوا عنها الأذى فإنها من الجنة. رواه النسائي والجدي معتدل لا سيما الرضيع إذ هو أسرع هضماً وأقل فضولاً والبقري أميل إلى البرد واليبس عسر الهضم يولد السوداء وأحمده العجل.
وعن صعيب أن لحوم البقر داء إصلاحه بالفلفل والدارصيني أو لحم الفرس حار

الصفحة 229