كتاب الطب النبوي لابن طولون

ملح
وأخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيد إدامكم الملح.
قال الذهبي: هو حار يابس في الثانية استعماله باعتدال يحسن اللون, وفيه إسهال ويهيج القيء ويفتق الشهوة والإكثار منه يورث الكحة.
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعيه فانصرف فيقول: لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره, ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل المكان في الماء والملح وقرأ {قل هو الله أحد} والمعوذتين حتى سكنت - رواه ابن أبي شيبة. قلت: فيه تنبيه عن نفع الملح في لدغ العقرب وغيرها.
قال ابن سينا: إنه يضمد به من برزكتان للدغ العقرب لأنه فيه مقاومة السم الباردة بحرارته ويجذب السم ويحلله.
وعن أبي أمامة مرفوعاً من قال حين يمسي صلى الله على نوح في العالمين لم يلدغه عقرب في تلك الليلة.
وحديث أبي هريرة معروف وقلت: حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك - رواه مسلم.
والملح يحفظ اللحم وما يودع فيه من العفونة والنتن ويصلح الأطعمة والأجساد حتى أن يصلح الذهب والفضة فيصفر الذهب ويبيض الفضة - انتهى ملخصاً.

الصفحة 232