كتاب الطب النبوي لابن طولون

[حرف الياء] ياقوت
قال الله تعالى: {كأنهن الياقوت}.
قال الذهبي: يقوي القلب ويفرحه، وينفع السموم وإذا وضع في الفم قطع العطش، ولا تعمل فيه النار ولا المبارد – انتهى.
فتذكر وتبصر أيها الإنسان واختبر قوله عز وجل: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج بهيج}, وقل: سبحان الله الملك الحق المبين الذي جعل في هذه المفردات هذه المنافع والمضار, وعلم من شاء من عباده منافعها ومضارها وحارها وباردها: ورطبها ويابسها.
والدواء إن لم يؤثر في البدن أثراً محسوساً فهو في الدرجة الأولى فإن أثر ولم يضر فهو في الدرجة الثانية, وإن ضر ولم يبلغ أن يقتل فهو في الدرجة الثالثة, وإن بلغ ذلك فهو في الدرجة الرابعة. ويسمى الدواء السمي.
ويعرف قوة الدواء بالتجربة وللقياس, وتركيب الأدوية إما صناعي كالترياق, وإما طبيعي كاللبن فإنه مركب من مائية وجبنية وزبدية.
وإذا كان الدواء حاد الرائحة دل على حرارته, وإذا عدم الرائحة دل على برده والمتوسط متوسط والحلو حار, والمالح حار, والحامض بارد, والدسم معتدل, وهذه الذي ذكرته نقطة من بحر وقليل من كثير {وما يتذكر إلا من ينيب}. {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد}.

الصفحة 239