كتاب الطب النبوي لابن طولون

قال لبيد شعر:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح
ولبيد هذا هو القائل:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد يعني هذه, ولبيد هذا أسلم وحسن إسلامه.
فلما أرسلت الرسل كان منهم من غلب خيره على شره فأجاب وأطاع وقبل هدى الله ففاز بالبرء من داء الجهل فصارت دار العافية داره وجنة النعيم قراره وكان منهم من غلب شره على خيره فأعرض وناء بجانبه, فمات بدائه فصارت النار داره: وجهنم مستقره, أعاذنا الله منها بفضله وكرمه وقد أنشد في هذا المعنى شعر:
أيا آكلا كلما اشتاه ... وشاتم الطب والطبيب
ثمار ما غرست [قد] تجني ... فاعتد للسقم عن قريب
وقال الجاحظ:
بطيب العيش أن تلقى حليماً ... وفضل العلم يعرفه الأديب
سقام الحرص ليس لها دواء ... وداء الجهل ليس له طبيب

الصفحة 242