كتاب الطب النبوي لابن طولون

وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا المعنى مثلاً فقال: إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً, فكانت طائفة منها طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير, وكانت منها طائفة أجادب أمسكت الماء فنفع الله [الناس] فشربوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء [و] ما تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم, ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
رواه البخاري ومسلم فانظر رحمك الله في قوله صلى الله عليه وسلم وكانت منها طائفة طيبة.
وأما اختلاف أوزان الأدوية فمتى كان الدواء شديد الاسخان أو التبريد أو القوة أخذ منه الوزن القليل ومتى كان بالضد أخذ منه الكثير.
وكذلك إذا كان الدواء قليل النفع أخذ منه الكثير وبالضد, وكذلك إذا كان العضو بعيداً أخذ الوزن الكثير, وإن كان قريباً فبالضد, وكذلك إذا كان العضو ضعيفاً أخذ القليل وإن كان قوياً فبالضد. وكذلك إذا كان الامتلاء كثيراً أخذ الدواء القوي, وإذا كان قليلاً فبالضد. فإذا عرف ذلك فاحترز من الأدوية الدواء الجديد الجيد واستعن بالله, وقل لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم وأقدم على المداواة.
(ولنذكر هنا شيئاً من الأدوية المركبة المستعملة على سبيل الاختصار حتى لا يحتاج إلى ذكرها في مداواة مرض مرض).
أما المغلى الحلو: فهو عناب وسبستان ورازيانج وعرق سوسن. وأما المنضج فيضاف إلى المغلى المقدم بزر كرفس وزبيب أحمر وجعدة وقناة.
وأما النقوع الحلو فمشمش وعناب وزهر نيلوفر وأجاص.
وأما الحامض فيزاد تمر هندي وحب رمان.

الصفحة 243