كتاب الطب النبوي لابن طولون

والتاسع عشر: يحدث عن ورم في صفاق الدماغ.
والعشرون: يحدث بسبب الحمى لاشتغال حرارتها فيه فيتألم.
وسبب صداع الشقيقة: مادة في شرايين الرأس وحده، حاصلة بها، أو مرتقية إليها، فيقبلها الجانب الأضعف من جانبيه. وتلك المادة: إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة. وعلامتها الخاصة بها: ضربان الشرايين خاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت من الضربان: سكن الوجع. وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس.
وعلاج الصداع -في هذا الحديث- بالحناء، وهو جزيء لا كلي. وهو علاج نوع من أنواعه. فإن الصداع إذا كان من حرارة ملهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها: نفع فيها الحناء نفعاً ظاهراً. وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع, وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم الأعضاء, وفيه قبض تشد به الأعضاء وإذا ضمد به موضع الورم الحادة الملتهب, سكنه.
قال الذهبي: في الصداع البارد, يعالج بشم المسك والعنبر والحبة السوداء وبالتغذي بالعسل وليأخذ المغالى والحقن الحارة وليجتنب شرب الماء البارد والهواء البارد, وإن احتيج إلى استفراغ فليكن بحب الأيارج من آخر الليل, ويستعمل هذا التدبير في العلل الباردة والدماغية كلها, مثل الصرع والسكتة والفالج واللقوة والرعشة والاسترخاء والسبات والزكام والنزلة - انتهى.

الصفحة 251