أصبح كافراً ثم أضحى مؤمناً هل يقال: انتقل مزاجه في هذه الساعة من عدم الاعتدال إلى الاعتدال؟ وكذلك من حكم عليه في حال كفره بأن مزاجه غير معتدل)) هل إذا تلفظ عقب ذلك بكلمة الإسلام انتقل مزاجه في هذه اللحظة إلى الاعتدال؟ ويمكن أن يقال هذا كما في الأمثال السائرة نظرة من نظرات الغني تغني ونظرة من نظرات الولي ترقي إلى أعلى مقام فكذلك هذا الكافر لما نظر الله إليه بعين الهداية ونقله إلى نور الإسلام من ظلمات الغواية، كذلك نقله من عدم الاعتدل إلى الاعتدال ومن النقص إلى الكمال –فليتأمل- انتهي، ثم قال الذهبي: والشباب أعدل والصبيان أرطب والكهل والشيخ أبرد – انتهي.
ذكر الأعضاء
وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به.
قال في القانون: الأعضاء أجسام متولدة من أول مزاج الأخلاط كما أن الأخلاط متولدة من مزاج الأركان والأعضاء قسمان مفردة ومركبة، فالمفردة هي التي يستوي فيها اسم الكل والجزء كاللحم والعظم والعصب، تسمى متشابهة الأجزاء والمركبة بخلافها كالوجه واليد. فإن جزء الوجه ليس بوجه وجزء اليد ليس بيد، وتسمى أعضاء آلية لأنها آلات النفس في تمام الحركات والأفعال وأول الأعضاء المتشابهة الأجزاء العظم وقد خلق صلباً لأنه أساس البدن ودعامة الحركات، ثم الغضروف وهو ألين من العظم وينعطف وأصلب من سائر الأعضاء والمنفعة فيه أن يحسن به اتصال الأعظام الأعضاء اللينة فلا يكون الصلب واللين قد تركبا بلا متواسط فيتأدى للين بالصلب، وخصوصاً عند الضربة والضغطة بل يكون التركيب مدرجاً في مثل ما في عظم الكتف والشراسيف في أضلاع الخلف