كتاب الطب النبوي لابن طولون

وأخرج أبو نعيم والحاكم عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال: نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب ورداً زيتاً وقسطاً يلد به.
قال ابن القيم: ذات الجنب -عند الأطباء- نوعان حقيقي، وغير حقيقي. فالحقيقي: ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن الأضلاع وغير الحقيقي ألم يشبه، يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة مؤذية تحتقن بين السفاقين فتحدث وجعاً قريباً من وجع ذات الجنب الحقيقي. والعلاج المجود في هذا الحديث ليس له القسم الأول ولكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة فإن القسط البحري – وهو: العود الهندي، إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن وذلك [به] مكان الريح المذكور أو لعق: كان دواء نافعاً له موافق محللاً؟ لمادته مذهباً لها, مقوياً للأعضاء الباطنة ومفتحاً للسدد.
قال المسيحي: العود حار يابس قابض يحبس البطن ويقوي الأعضاء الباطنة ويطرد الريح ويفتح السدد نافع من ذات الجنب ويذهب فضل الباطنة ويطرد الريح ويفتح السدد نافع من ذات الجنب ويذهب فضل الرطوبة. قال: ويجوز القسط من ذات الجنب الحقيقة أيضاً: إذا كان حدوثها عن مادة لا سيما في وقت انحطاط العلة.

الصفحة 264