كتاب الطب النبوي لابن طولون

ذكر الاستسقاء
وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عرينة فلم يمكثوا بالمدينة يسيراً حتى أصابهم بها وعك شديد فاصفرت ألوانهم ونحلت أجسامهم وعظمت بطونهم فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعث بهم إلى إبل من إبله فلما أصابوا اللبن وانقطعت عنهم الحمى حسنت ألوانهم وخمصت بطونهم وربت أجسادهم.
وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن ناساً من عرينة قدموا المدينة فاجتووها, فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة وقال: اشربوا من أبوالها وألبانها.
وأخرج أحمد وابن السني وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم.
وأخرج أحمد بن زنجوية عن ضمرة عن أبيه أن ناساً جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن أخاً لنا قد استسقى بطنه أفتأذن لنا أن نداويه فقال: بما تداوونه قال يهودي هنا يشق بطنه, فكره ذلك حتى جاووه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يأبى عليهم ثم قال: اذهبوا فافعلوا ما شئتم فدعوا له اليهود فشق بطنه ونزع جرحاً من بطنه كثيراً ثم غسل بطنه ثم خاطه ورواه فصح وبرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الذي خلق الأدواء جعل دواء إلا السام.
وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن صهيب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بأبوال [الإبل] البرية وألبانها.

الصفحة 265