كتاب الطب النبوي لابن طولون

وأما الروم واليونان فينعتون بالمركبة. وهم يتفقون كلهم: على أن سعادة الطبيب أن يداوي بالغذاء، فإن عجز فبالمفرد، فإن عجز فيما كان أقل تركيباً، وغالب عادات العرب وأهل البوادي الأمراض البسيطة لباسطة أغذيتهم في الغالب، فالأدوية البسيطة تناسبها، وأما الأمراض المركبة فغالبها تحدث عن تركيب الأغذية وتنوعها واختلافها، فاختبرت لها الأدوية المركبة – انتهى.
وقال الذهبي: وأما علاج عرق النسا فقد ذكر في حرف الألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام اشتكى عرق النسا فترك ألبان الإبل ولحومها فحرمها على نفسه فبرأ فحرمت على بنيه.
قلت: وأكثر ما يضر عرق النسا وجع المفاصل اللبن واللحم وخاصة لحم البقر والإبل.
وقال ابن سينا: يحرم على صاحب وجع المفاصل اللحم والخمر، وإذا طالت مدة عرق النسا قد يحتاج إلى الكي وهل يكره الكي على قولين أظهرهما جوازه.

الصفحة 273