كتاب الطب النبوي لابن طولون

الكي قال: فبلينا فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا - أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفاً بغير حساب قيل: من هم يا رسول الله قال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون - رواه البخاري ومسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم محجم بكسر الميم هو مشراط الحجام, والمحجم أيضاً الآلة التي يجتمع فيها دم الحجامة.
ولذعة بالذال المعجمة والعين المهملة: هو الخفيف من إحراق النار.
والأكحل: عرق في وسط الذراع يفصد.
والمشقص بكسر الميم: السهم الطويل غير العريض فإن كان عريضاً فهو المعبلة.
وحمسه أي قطع الدم عنه بالكي وقوله: لا يسترقون: أي لا يبطلون من أحد رقية, ولا يتطيرون: أي لا يتشاءمون وهو من الشؤم الذي هو ضد اليمن, اليمن البركة.
وهذه الأحاديث المذكورة بعضها يدل على الإذن وبعضها يدل على المنع.
والجمع بينهما أن النهي إنما كان من أجل أنهم كانوا يعظمون أمر الكي ويرون أنه يحسم الداء وأنه إن لم يكووا العضو يطل فنهاهم إذا كان على هذا الوجه وإباحة إذا كان سبباً للشفاء - لا فاعله فإن الله هو الذي يشفي ويعافي ويبرئ لا الكي, ولا الدواء, وهذا أمر يكثر فيه شكوك الناس, يقولون: لو شرب الدواء لم يمت, ولو أقام ببلده لم يقتل, ويحتمل أن يكون نهيه عن الكي إذا عمل على طريق الاحتراز من حدوث المرض قبل الحاجة إليه وذلك مكروه.

الصفحة 275