كتاب الطب النبوي لابن طولون

غمسات ثلاثة أيتم فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس فإن لم يبرأ في خمس فسبع فإن لم يبرأ في سبع فتسع فإنها لا تكاد تجاوز تسعاً بإذن الله تعالى.
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن منصور بن وهب المغافري أن رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحمى فقال له: اغتسل ثلاثة أيام قبل طلوع الشمس وقل: بسم الله وبالله اذهبي يا أم ملدم فإن لم تذهب فاغتسل سبعاً.
وأخرج سعيد بن منصور عن مكحول رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حم أحدكم فليأمر بدلو جديد يملاء ماء فطرح فيه سبع تمرات عجوة وقطرات زيت فإذا أصبح صبه عليه ثم قال: اللهم إنما فعلت هذا رجاء شفائك وتصديق نبيك.
وأخرج ابن السني وأبو نعيم بسند صحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: إذا كان بأحدكم حمى ربع فليأخذ ثلاثة أرباع من سمن وربعاً من لبن فيشربه.
وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمى رائدة الموت وسجن الله في الأرض.
قال أبو الحسن بن طرخان: هذه الأحاديث خطاب لأهل الحجاز إذ غالب حياتهم ينفعها الماء البارد شرباً واغتسالاً قال: ويظهر أن هذا في الحمى التي يكون من حر الشمس فإنها تكثر بالحجاز وهي تسكن بالانغماس في الماء وبسقي الماء المثلوج ولا يحتاج صاحبها إلى علاج.
قال جالينوس: لو أن شاباً سميناً [سبح في الماء] في الحر في وقت منتهى من الحمى لا نتفع بذلك قال: ونحن نأمر بذلك بلا توقف.

الصفحة 280