كتاب الطب النبوي لابن طولون

ذكر القروح والبثور والجذام
وأخرج البخاري ومسلم وابن السني وأبو نعيم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الأسنان أو كانت به قرحة أو جرح قال: بإصبعه هكذا ثم قال: بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا.
وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تراب أرضنا لقرحنا بإذن ربنا.
وأخرج أحمد والترمذي وأبو نعيم عن سلمى رضي الله تعالى عنها قالت: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فما كانت تصيبه قرحة ولا نكبة إلا وضع عليها الحنا.
وأخرج أحمد وابن السني وأبو نعيم والحاكم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج في إصبعي بثرة فقال: عندك ذريرة فوضعها عليها وقال: قولي اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير صغر ما بي فطفئت.
قوله تربة أرضنا لأن طبيعة التراب البرد واليبس والتجفيف للرطوبات فإن القرحة والجرح يكثر فيهما الرطوبة التي تمنع الطبيعة من جودة فعلها وسرعة اندمالها.
وأما بريقة أي بصاقة فإذا أضيف الريق إلى التراب ووضع على القرحة والجرح يبرأ بإذن الله عز وجل ومثلهما البتور والدبرة فتأت قصب الطيب بالهند.
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنه قال: إن معيقيباً لما أسرع فيه الجذام كان عمر بن الخطاب يطلب [له] الطب من كل من

الصفحة 287