كتاب الطب النبوي لابن طولون

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
الهامة جمع هوام: وهي كل ذات سم يقتل كالحية. وقد يقع على ما لا يقتل لقوله لكعب: أيوذيك هوام رأسك, ولامة: أي ذات لمم وهي المؤثر بسوء فيما نظرت إليه.
وروت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين - متفق عليه.
وعن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا.
قوله وإذا استغسلتم أي طلب منكم من صبتموه بالعين أن تغتسلوا له فأجيبوه وهو أن يغسل العائن وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم يصب على المعين ويكفئ القدح ورآه على ظهر الأرض, وقيل: يغتفله بذلك حين يصبه عليه فيبرأ بإذن الله تعالى, ومثل أحمد عن داخلة الإزار؟ فقال: الذي يلي الجسد من الإزار.
وقال أبو داود: قلت لأحمد: الرقية من العين قال: لا بأس بها.
وقال جماعة من أهل التفسير: في قوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} أي ليصيبونك بأعينهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه, وفي رواية قال: اللهم بارك فيه ولا تضره. وفي أخرى فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

الصفحة 294