كتاب الطب النبوي لابن طولون

وأما السفعة فأثر أسود في الوجه زاد في العين وشحوب فيه, ويقال صفرة في الوجه.
وقال ابن قتيبة: هو لون يخالف لون الوجه.
وقال الأصمعي: حمرة بسواد وقال ابن خالوية سفعة جنون.
وقال أبو سعيد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنس - رواه الترمذي.
وعن عمران بن حصين مرفوعاً: لا رقية إلا من عين أو حمة - رواه البخاري والترمذي.
والحمة ذات السموم وتسمى إبرة العقرب والزبنور حمة.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من العين والحمة والنملة - رواه مسلم وأبو داود.
والنملة قروح في الجسد, وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى رجلاً من وجع به.
وزعم بعض الحكماء أن العائن ينبعث من عينيه قوة سمية تتصل بالمعين فتؤذي, وقد ذكر أن نوعاً من الأفاعي بصرها على الإنسان هلك.
واعلم أن الرقى والتعاويذ إنما تقبل إذا أخذت بقبول وصادفت إجابة وأجلاً فإنها التجاء إلى الله تعالى ليهب الشفاء بها كما يعطى بالدواء والرقا مذمومة: ما كان بغير العربي ولا يعلم معناه أما إذا علم فمستحبة.
وروى عوف بن مالك قال: كنا نرقى في الجاهلية, فقالوا: يا رسول الله كيف ترى ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقاء ما لم يكن شرك - رواه مسلم.

الصفحة 295