كتاب الطب النبوي لابن طولون

وفي لفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: يا رسول الله إنك نهيت عن الرقي وأنا أرق من العقرب فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعل.
فالنهي إنما كان على رقية كفرية أو كان النهي ثابتاً ثم نسخ.
وعن الشفاء بنت عبد الله رضي الله تعالى عنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: علميها رقية النملة كما علمتها الكتابة - رواه أبو داود.
وفيه جواز تعلم المرأة الكتابة.
وأما الرقية بالقرآن فقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} قيل: من ليس للتبعيض بل للبيان ومعناه وننزل من القرآن ما هو شفاء كما أنه يشفي من أمراض الجسد إذا استعمل كذلك يشفي من الضلالة والجهالة والشيبة ويهتدي به من الحيرة فهو شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وشفاء للأجساد بزوال الأمراض عنها.
وقال علي رضي الله عنه مرفوعاً : خير الدواء القرآن - رواه الترمذي.
واعلم أن إصلاح الجسد يتوقف على صلاح القلب فأصلح قلبك يصح جسدك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله - الحديث.
وقد صح حديث الرقية بأم الكتاب.

الصفحة 296