كتاب الطب النبوي لابن طولون

وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات.
وقد روى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اشتكى ضرسه فليضع إصبعه عليه وليقرأه {هو الذي أنشأكم من نفس واحدة} الآية.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ إناء نظيفاً وكتب فيه {كأنهم يوم يرون ما يوعدون وكأنهم يوم يرونها إلى آخرة الآية, {ولقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}, ثم يغسل ويسقي المرأة وينضح على بطنها ويجوز إطلاق السحر عن المسحورين بضرب من العلاج لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سحر أخرج وحل لأن حله يجري مجرى التداوي.
والسحر لغة صرف الشيء عن وجهه, يقال: ما سحرك عن كذا أي ما صرفك, وسحره أيضاً بمعنى خدعه, والساحر العالم وعرقاً رقى وعقد وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له, وله حقيقة منه ما يقتل ومنه ما يمرض ومنه ما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطيئها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ومنه ما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يجب بينهما, أعاذنا الله منه برحمته.
وقيل لأحمد: إن الأطباء يقولون لا يدخل الشيء في الإنسان يعني من أهل الأرض فقال: هو يتكلم على لسانه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. قلت: لأن الجن أجسام لطاف وغير مستنكر اختلاط الجن بروح الإنسي كاختلاط الدم والبلغم في

الصفحة 297